السلام بالقوة- تحديات ترمب في عالم التحالفات المتغيرة
المؤلف: أحمد الجميعة08.27.2025

خلال خطابه الافتتاحي في شهر يناير الماضي، استدعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصطلحًا عريقًا، ألا وهو "السلام بالقوة". هذا المفهوم، الذي استند إليه الرئيس الأسبق رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي، أثمر عن انتصار حاسم في الحرب الباردة، وتسبب في اضمحلال الشيوعية في أوروبا الشرقية، وصولًا إلى النهاية المدوية للاتحاد السوفيتي في عام 1991. تجدر الإشارة إلى أن الجذور التاريخية لهذا المصطلح تعود إلى الخبير العسكري الروماني "فيجتيوس"، الذي عبّر عنه بوضوح قائلًا: "إذا أردت السلام، فاستعد للحرب".
في قاموس ترامب، لا تعني القوة بالضرورة اللجوء إلى الحرب، بل تشير إلى ممارسة المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية، وإضفاء الشرعية عليها بغطاء أخلاقي نبيل، ألا وهو السلام. يهدف ترامب من خلال ذلك إلى تحقيق أهداف تعكس المواقف الأمريكية في هذه المرحلة الحاسمة، وعلى رأسها الجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت وطأة الضغط، وربما الإذعان لإملاءات التسوية.
إن خيار "السلام بالقوة" الذي يتبنّاه ترامب اليوم في التعامل مع قضايا حساسة مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات بين إسرائيل وحماس، والمواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى حربه الاقتصادية مع الصين؛ لا يُشترط أن يتحقق بنفس الطريقة التي نجح بها الرئيس ريغان في مواجهة الاتحاد السوفيتي في حرب باردة طويلة، والتي انتهت بانتصاره. ومع ذلك، يمكن الاستفادة من أخطاء السياسة الإصلاحية الجذرية التي تبناها الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، ومن ثم التفاوض معه تحت الضغط، والتوصل إلى حل سلمي للصراع الذي استمر لعقود طويلة.
يكمن التحدي الأكبر الذي يواجهه ترامب اليوم في تحقيق "السلام بالقوة" في أن الطرف الذي يسعى للتفاوض معه لم يعد كيانًا وحيدًا كما كان الاتحاد السوفيتي في السابق، بل تحول إلى كتلة من الأطراف المتحالفة فيما بينها. فروسيا والصين وكوريا الشمالية، وحتى إيران، يشكلون اليوم تحالفًا مضادًا لفكرة "السلام بالقوة". وفي المقابل، نجد التكتل الأوروبي مع أوكرانيا، الذي لا يرى الفكرة الأمريكية ممكنة من دون انحياز أمريكي واضح لأوروبا، خاصةً بعد الاجتماع الأخير لقادة النيتو، والذي أسفر عن تقديم دعم أمريكي لأوكرانيا بصواريخ الباتريوت، وتمهيد الطريق لذلك بحملة مضادة ضد الرئيس فلاديمير بوتين.
هناك تحدٍ آخر يلوح في الأفق في المفاوضات الجارية حاليًا لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيث بات من الواضح أن "السلام بالقوة"، وإن كان مطروحًا على الطاولة، إلا أنه يبقى مؤقتًا، وغير كافٍ لتحقيق طموح التكتل العربي والأوروبي في حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، لكي تنعم المنطقة بسلام شامل وعادل ينهي حقبة طويلة ومريرة من الصراع.
صحيح أن الرئيس الأمريكي يمتلك القدرة على المساهمة في تحقيق السلام العالمي، ولكن فكرة "السلام بالقوة" لم تعد كافية بمفردها لمواجهة تكتلات دولية لها مصالح وأجندات مختلفة بشأن تحقيق السلام. فالمنهجية الأمريكية بحاجة ماسة إلى تحديث وتطوير. فما تحقق في العصر الروماني من خلال "السلام بالقوة"، وما تحقق أيضًا في عهد الرئيس ريغان، ليس بالضرورة أن يتحقق بنفس الطريقة أمام دول أخرى متكتلة للدفاع عن مصالحها، والتي تملك الحق أيضًا في طرح رؤيتها لتحقيق السلام بالقوة. هذا الصراع يتطلب تقديم تنازلات متبادلة، أو على الأقل صياغة رؤية جديدة تقوم على المصالح المشتركة، وهو ما يطرحه الأوروبيون اليوم، وينتظرون تفاصيل الرد الأمريكي عليه، وربما تتضح تلك الرؤية خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى بريطانيا في منتصف شهر سبتمبر المقبل.
في قاموس ترامب، لا تعني القوة بالضرورة اللجوء إلى الحرب، بل تشير إلى ممارسة المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية، وإضفاء الشرعية عليها بغطاء أخلاقي نبيل، ألا وهو السلام. يهدف ترامب من خلال ذلك إلى تحقيق أهداف تعكس المواقف الأمريكية في هذه المرحلة الحاسمة، وعلى رأسها الجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت وطأة الضغط، وربما الإذعان لإملاءات التسوية.
إن خيار "السلام بالقوة" الذي يتبنّاه ترامب اليوم في التعامل مع قضايا حساسة مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات بين إسرائيل وحماس، والمواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى حربه الاقتصادية مع الصين؛ لا يُشترط أن يتحقق بنفس الطريقة التي نجح بها الرئيس ريغان في مواجهة الاتحاد السوفيتي في حرب باردة طويلة، والتي انتهت بانتصاره. ومع ذلك، يمكن الاستفادة من أخطاء السياسة الإصلاحية الجذرية التي تبناها الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، ومن ثم التفاوض معه تحت الضغط، والتوصل إلى حل سلمي للصراع الذي استمر لعقود طويلة.
يكمن التحدي الأكبر الذي يواجهه ترامب اليوم في تحقيق "السلام بالقوة" في أن الطرف الذي يسعى للتفاوض معه لم يعد كيانًا وحيدًا كما كان الاتحاد السوفيتي في السابق، بل تحول إلى كتلة من الأطراف المتحالفة فيما بينها. فروسيا والصين وكوريا الشمالية، وحتى إيران، يشكلون اليوم تحالفًا مضادًا لفكرة "السلام بالقوة". وفي المقابل، نجد التكتل الأوروبي مع أوكرانيا، الذي لا يرى الفكرة الأمريكية ممكنة من دون انحياز أمريكي واضح لأوروبا، خاصةً بعد الاجتماع الأخير لقادة النيتو، والذي أسفر عن تقديم دعم أمريكي لأوكرانيا بصواريخ الباتريوت، وتمهيد الطريق لذلك بحملة مضادة ضد الرئيس فلاديمير بوتين.
هناك تحدٍ آخر يلوح في الأفق في المفاوضات الجارية حاليًا لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيث بات من الواضح أن "السلام بالقوة"، وإن كان مطروحًا على الطاولة، إلا أنه يبقى مؤقتًا، وغير كافٍ لتحقيق طموح التكتل العربي والأوروبي في حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، لكي تنعم المنطقة بسلام شامل وعادل ينهي حقبة طويلة ومريرة من الصراع.
صحيح أن الرئيس الأمريكي يمتلك القدرة على المساهمة في تحقيق السلام العالمي، ولكن فكرة "السلام بالقوة" لم تعد كافية بمفردها لمواجهة تكتلات دولية لها مصالح وأجندات مختلفة بشأن تحقيق السلام. فالمنهجية الأمريكية بحاجة ماسة إلى تحديث وتطوير. فما تحقق في العصر الروماني من خلال "السلام بالقوة"، وما تحقق أيضًا في عهد الرئيس ريغان، ليس بالضرورة أن يتحقق بنفس الطريقة أمام دول أخرى متكتلة للدفاع عن مصالحها، والتي تملك الحق أيضًا في طرح رؤيتها لتحقيق السلام بالقوة. هذا الصراع يتطلب تقديم تنازلات متبادلة، أو على الأقل صياغة رؤية جديدة تقوم على المصالح المشتركة، وهو ما يطرحه الأوروبيون اليوم، وينتظرون تفاصيل الرد الأمريكي عليه، وربما تتضح تلك الرؤية خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى بريطانيا في منتصف شهر سبتمبر المقبل.